.

ترجمة الشيخ

ترجمة موجزة من حياة الشيخ محمد بن سليمان البسام

تمهيد:

الشيخ الفقيه محمد بن سليمان البسام رحمه الله أحد كبار تلاميذ الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله بل هو من أخص أصحابه يعتبره من أعز أبنائه كما ستراه بخطه، فقد كان له منزلة عنده لأنه كان أباً شفيقاً عطوفاً رحيماً مربياً ومعلماً ناصحاً فجزاه المولى أفضل ما جزى به محسناً على إحسانه رحمه الله.

نسبه ومولده:

هو محمد ابن الشيخ سليمان (وهو من زملاء الشيخ عبدالرحمن السعدي ومن أعز أصدقائه، كان عالماً في الفقه وله مجلدات بالفقه قد كتبها بخط يده، المتوفى عام 1377هـ رحمه الله) ابن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز بن حمد بن إبراهيم بن عبدالله بن الشيخ أحمد (كان رحمه الله من أهل العلم فقيهاً وكان قاضياً أولاً في ملهَم ثم في بلد العيينة وبها وفاته سنة 1040ه‍ـ تقريباً رحمه الله ) ابن محمد بن عبدالله ابن بسام (وهو الذي ينتسب إليه آل بسام سكان عنيزة) ابن عُقبَة بن ريس ابن زاخر بن محمد بن عَلوي بن وُهَيْب ثم ينتهي نسبه إلى حنظلة بن مالك بن زيد مناة ابن تميم.

ولد شيخنا في سنة ألف وثلاثمائة وأربع وثلاثين من الهجرة في ذو الحجة الموافق 1916م.

تربيته وأخلاقه:

كان منذ نشأته صالحاً محافظاً على أصول دينهِ ومحباً للخير وكان كثير الاجتماع بالعامة والخاصة دمث الأخلاق لطيف المعشر نقي السريرة لا يخاف في الله لومة لائم، شديداً في الحق ومهما حاول القلم الكتابة عن هذا العالم الجليل فهو عاجز عن وصفهِ وذكر مناقبه وفضائلهِ ولكن نسأل الله ان يرحمه رحمة واسعة ويدخله فسيح جناته وأن يمتعنا بقراءة مؤلفاته  والاستفادة منها في نشر العلم وأن يجزيه عنا أحسن الجزاء بمنه وكرمه.

دراساته وآثاره العلمية:

لقد بدأ صغيراً في تعلم القرآن الكريم في مدرسة الكتَّاب على ما يسمونها في ذلك الوقت وصاحبها هو الشيخ عبدالعزيز بن محمد الدامغ المتوفى عام 1378هـ رحمه الله ولكنها كانت اسمية بالنسبة له، فقد كان التعليم الحقيقي في البيت لأن أهل البيت لهم إلمام كبير بالقراءة والكتابة رجالاً ونساءً ولهذا لم تمض عليه إلا مدة قصيرة حتى ختم القرآن، وكان يلاحظه في ذلك جده لأمه الشيخ المؤرخ النسابة عبدالله بن محمد البسام رحمه الله المتوفى عام 1346ه‍ـ.

وفي عام 1345ه‍‍‍‍ تقريباً طلب من شيخه عبدالرحمن بن ناصر السعدي أن يعين له وقتاً للدراسة في العلوم الدينية، وهذا دليل على علو همته وتوجهه للعلم منذ نعومة أظفاره، وفعلاً عين له في الصباح بعد درس الطلبة الكبار وعين له درساً في العقيدة الوسطية والأربعين النووية ومتن الأجرومية والفقه، وحصل إقبال كبير من الطلبة الصغار ولكنه وياللأسف انتهى باللعب والفشل من قبل بعض الصغار، مما اضطر الشيخ عبدالرحمن إلى إلغاء الدرس كلياً، بعدها طلب منه أن يعين له مع بعض الزملاء الذين لم يحصل منهم مخالفات فقال اجلها إلى حين ثم بعد ذلك ادخله خاله محمد العبد الله محمد البسام المتوفى 1377ه‍‍‍ رحمه الله في مدرسة أهلية صاحابها صالح وعبدالرحمن العبد الله القرزعي توفيا عامي 1350 و 1355هـ رحمهما الله وجلس فيها بضعة أشهر لتعلم الكتابة والحساب وبعض العلوم الأدبية من شعر وخطب، وذلك لأنها أرقى مدرسة في ذلك الوقت حيث تلقيا علومهما من مدرسة النجاة في الزبير التي أسسها الشيخ محمد أمين الشنقيطي المتوفى 1351ه‍‍ رحمه الله وكان في البيت ملازماً على تجويد الخط وابتدأ بحفظ القرآن مع زميله الشيخ محمد العبد العزيز المطوع المتوفى 1387ه‍‍ رحمه الله، وقد قرأ القرآن برواية حفص على الشيخ سليمان بن محمد بن شبل المتوفى عام 1386هـ، وعندما أتم حفظ القرآن سافر لزيارة والده رحمه الله في الزبير وعندما استقر عند والده في الزبير تعلم اللغة الإنجليزية حيث أجادها إجادة تامة وأيضاً عمل على إصلاح الساعات فلديه إلمام جيد بها، وعندما عاد إلى عنيزة لازم الشيخ عبد الرحمن السعدي في عام 1357ه‍ التحق بحلقة الشيخ ابن سعدي مع طلاب الطبقة الثانية من تلاميذه فطلب من شيخه أن يعين له ولبعض الزملاء وقتاً لدراسة النحو.

وكان قد أخذ مبادئه على زميله الشيخ محمد المطوع وعيّن له الشيخ عبد الرحمن السعدي كتاب قطر الندى لابن هشام ومعه زملاء ولما أكمل القطر ابتدأ بألفية ابن مالك حفظاً ويقرؤن معه شرح ابن عقيل ومنذ ذلك الوقت لازم الدروس كلها ولم يفته شيء منها وهي التفسير والحديث والمنتقى والتوحيد والفقه الحنبلي زاد المستقنع مع شرحه الروض المربع ومنتهى الارادات مع شرحه والفرائض والتاريخ وغيرها وقد برع في الفرائض والنحو والفقه براعة تامة فيها، ومقروءاته على شيخه بين قراءة وبحث وتحقيق ومدارسة ومراجعة كتب شيخه، ومما خطه بيده تيسير اللطيف المنان، وشرح التأئية، وكشف النقاب عن نظم قواعد الإعراب، ومنظومة الفقه والمختارات الجلية، وفوائد مستنبطة من قصة يوسف، وتوحيد الأنبياء والمرسلين، وغيرها.

أيضاً مما قاله في حق شيخنا شيخه الشيخ عبدالرحمن بن سعدي لوالده، وذلك في رسالة أرسلها له بتاريخ 27/12/1361هـ، قال: قد فاق أقرانه في علم النحو والعربية، وقد أتم حفظ ألفية ابن مالك حفظاً للفظها وفهماً لمعانيها، وأما حفظه للقرآن فنحن والله لا نقاربه في الحفظ والضبط وكذلك سائر العلوم، ولله الحمد وهذه شهادة بحق أكبر من الشهادات الأن وهذا يدل على ذكائه وفطنته وحرصه الشديد على ذلك.

وفي أول مدة الدراسة أتفق الطلبة على تأسيس مكتبة جامعة وأن يكون مقرها في مسجد الجامع وكتبوا بذلك معروضاً بتوقيع من شيخنا وجمهور الطلاب وطلبوا من القاضي في ذلك الوقت الشيخ عبد الله ابن مانع المتوفى 1360ه‍ رحمه الله أن يسجل على المعروض وفعلاً سجل عليه ثم سجل عليه أمير عنيزه عبد الله الخالد السليم المتوفى 1385ه‍ رحمه الله.

وبعد ذلك قام بجمع الكتب الشيخ علي الحمد الصالحي المتوفى 1415ه‍ رحمه الله فله اليد الطولى بتحصيل المطبوعات الحكومية وغيرها حيث اتصل بالوزير عبد الله الحمدان المتوفى 1385ه‍ رحمه الله فأمر بما يلزم بذلك وجعلوا المكتبة فوق طريق المسجد الشمالي وقد تم بناء المكتبة على نفقة المحسنين ومن ضمن الذين أنفقوا على بناء المكتبة والد شيخنا المتوفى 1377 وكذلك الشيخ عبد الله المنصور أبا الخيل المتوفى 1385 رحمهما الله.

طريقته في التعليم:

طريقته في التعليم طريقة شيخه الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وهو يجمع الطلاب على كتاب واحد وقد استجد طلبة صغار منهم علي المحمد الزامل رحمه الله وعبد العزيز العلي المساعد رحمه الله وسليمان العبد الرحمن الدامغ وحمد المحمد المرزوقي ومحمد العبد الله العفيسان وعبد الله المحمد الصيخان وكل هؤلاء فاقدو البصر ومحمد الصالح العثيمين رحمه الله ومحمد العثمان القاضي وعبدالعزيز بن إبراهيم الغرير رحمه الله وغيرهم وبلغوا ما يقارب أربعين طالباً ولكن الكثير منهم لم يثابروا فعين لهم الشيخ عبد الرحمن المتوفى 1376 رحمه الله مدرسين هما الشيخ علي الصالحي رحمه الله والشيخ محمد المطوع رحمه الله فكان يتخلف في كثير  من الأوقات فينيب شيخنا في تدريسهم.

وعندما فتح المعهد العلمي في عنيزة عهد الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم آل الشيخ المتوفى 1386هـ رحمه الله إلى الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله بالنظر في شئونه وتعيين من يراه صالحاً للتدريس فقال الشيخ عبد الرحمن لشيخنا أن يلتحق في عمل شؤون المعهد العلمي والتدريس به أيضاً لكن لكثرة مشغوليات شيخنا لم يتمكن من الالتحاق بالمعهد، بسبب امتهانه للزراعة في مُلك أجداده مع ابن عمه حمد سليمان البسام رحمه الله، ومن الأعمال التي قام بها بعنيزة تعين إماماً في مسجد العضيبية ثم في مسجد المسوكف ومسجد الجديدة للتراويح نيابة عن إمامه ابن سلمان، أما في مكة فقد أم في مسجد العيوني ومسجد الأمير متعب ومسجد حمدان الفرج ومسجد القطري ومسجد الأمير سلطان وكان يلقي فيه بعض المحاضرات في كثير من الأوقات ومساجد أخرى كثيرة لا تحصى ومما وجدت في الأوراق بعد وفاته قصاصة بخط يده أنه كان ينوب عن المشايخ عبد الرحمن الشعلان ومحمد السبيل وعبد الله الخليفي رحمهم الله في الإمامة بالحرم المكي الشريف وقد أم في وقت صلاة الظهر وصلاتي العصر والمغرب وقد قراء في المغرب أواخر سورة الشورى وصلاتي العشاء والفجر وقد قراء في العشاء أواخر سورة النحل أما في صلاة الفجر سورتي الجمعة والمنافقون وذلك في عام 1392هـ.

ومن المواقف العالقة في ذهنه أنه عندما عزم شيخنا للحج عام 1363هـ جاء إلى شيخه الشيخ عبد الرحمن بن سعدي ليودعه فناوله ظرف وقال له لا تقرأه إلا بعد مسيركم ولما سافر إلى الحج فتح المظروف ووجد فيه هذه الأبيات، نختار منها:

 

أذكرت ربعاً من خليطك أقفرا
أم هاجك الغادون عنك عشية([1] )
وأسلت دمعاً ذار ذاذ قطرا
لما مشوا وتيمموا أم القرى
إلى قوله …
يا أيها الغادون كيف ظعنتمو
ما كان أقسى قلبكم لم ترحموا
وتركتم مضنى الفؤاد مكدرا
صَبّاً تعذر صبره فتحيرا
الخ…

 

أيضاً في أثناء الدراسة وقبل وفاة شيخه بخمسة أيام كان جالساً معه فقال أني رأيت كأني وأنت نائمان وملتحفان في قطيفة لم يظهر منا إلا رؤوسنا فكان المطر يهطل فقلت لك غط رأسك فأجبتني بقولك لا قلت هذا خير إن شاء الله وكأنه هو غطى رأسه ولم أنتبه لتعبير الرؤيا إلا بعد وفاته رحمه الله حيث توفي 1376هـ‍.

أما عن تلاميذ شيخه والأعمال التي مارسوها، فمن الطبقة الأولى  الشيخ عبد الله المحمد العوهلي، التحق مدرساً في المعهد العلمي بمكة المكرمة المتوفى 1400هـ ‍رحمه الله، والشيخ عبد الله الحسن البريكان مدرساً في المعهد العلمي بعنيزة المتوفى 1410هـ ‍رحمه الله، ومن الطبقة الثانية الشيخ سليمان الإبراهيم البسام ثم التحق مدرساً في المعهد العلمي بعنيزة ثم عين قاضياً في عنيزة فلم يقبل وطلب الإعفاء فأعفي المتوفى 1377هـ ‍رحمه الله، والشيخ سليمان بن عبد الكريم السناني عين قاضياً في المدينة المنورة المتوفى 1409هـ رحمه الله والشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل عين قاضياً في الجنوب ثم في عنيزة ثم عضواً في مجلس الهيئة الدائمة وفي مجلس القضاء الأعلى إلى أن أحيل للتقاعد المتوفى 1432هـ والشيخ عبد العزيز محمد السلمان مدرساً في معهد إمام الدعوة في الرياض وهو صاحب المؤلفات المعروفة بين الناس المتوفى 1422هـ رحمه الله والشيخ محمد المطوع عين قاضياً في نجران ثم في المجمعة ثم في عنيزة المتوفى 1387هـ ‍رحمه الله والشيخ حمد المحمد البسام عين مدرساً في المعهد في عنيزة ثم في فرع جامعة الإمام محمد بن سعود بالقصيم المتوفى عام 1428هـ.

ومن الطبقة الثالثة الشيخ عبد الله العبد الرحمن البسام عُيّن قاضياً في المستعجلة في مكة ثم رئيس لمحكمة الطائف ثم عضواً في هيئة التمييز ثم رئيساً لها ثم أحيل للتقاعد وعضواً في هيئة كبار العلماء وعضواً في رابطة العالم الإسلامي وعضواً في بعض المجالس العلمية الأخرى المتوفى 27/11/1423هـ  ‍رحمه الله وعلي المحمد الزامل رحمه الله مدرساً في المعهد العلمي بعنيزة ومحمد الصالح العثيمين رحمه الله مدرساً في معهد عنيزة ثم في فرع الجامعة بالقصيم وعضواً في هيئة كبار العلماء ومحمد العبد الله العفيسان قاضياً في الرس المتوفى عام 1425هـ وحمد محمد المرزوقي قاضي المتوفى 1429هـ ومحمد العثمان القاضي أمين المكتبة الصالحية بعنيزة، وهؤلاء الذين يحضرني أسمائهم.

وبعد وفاة شيخه طلب منه بعض الطلبة الجلوس لهم في  الفقه والنحو في وقت واحد ولكن نظراً لكثرة مشاغله لم يستطع القيام بها رحمه الله.

لم يطب لشيخنا المقام في عنيزة حيث انتقل إلى جوار بيت الله الحرام بعدها أسس درساً في المسجد الحرام لرغبة بعض الوافدين وغيرهم من الداخل والخارج في الحديث وعمدة الأحكام والفقه والرحبية والنحو من عام 1367هـ ([2] ) ‍ وأثناء إقامته في مكة وأثناء تدريسه أي من عام 1367هـ كان يلازم الشيخ عبد الظاهر  أبو السمح والشيخ محمد عبد الرزاق حمزة ولم ينفي عن عنهم بل كان يحترمهم ويستفيد منهم من العلوم التي عندهم فالشيخ عبد الظاهر أبو السمح استفاد منه في علم التوحيد وإتقان القرآن والشيخ محمد عبد الرزاق في علم الحديث ورجاله وكان له صله بوجيه الحجاز الشيخ محمد نصيف وخصوصاً في العلوم الشرعية والمسائل الفقهية وفي عهد الملك  سعود رحمه الله صدر أمر بتعيينه قاضي ولكنه اثر السلامة وسافر إلى العراق وابتعد من ذلك خوفا من إلزامه القضاء وفي عهد الملك فيصل رحمه الله صدر امر بتعيينه قاضي ولكن سافر إلى مصر خوفا من إلزامه القضاء ومما يحسن ذكره عن لقاءات الوالد رحمه الله مع المشايخ على سبيل الإيجاز التي كانت بينة وبينهم صلت سواء في مكة المكرمة أو غيرها أولاً مع الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ رئيس القضاء في الحجاز وأخيه الشيخ عمر رئيس  الهيئات حيث كانت بينه وبينه مودة قوية والشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي السعودية وإخوانه الشيخ عبد الله والشيخ عبد اللطيف  والشيخ عبد الملك  والشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن حسن آل الشيخ إمام الحرم المكي والشيخ عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ وزير العدل والشيخ محمد بن حسين نصيف وجيه الحجاز والشيخ محمد ناصر الدين الألباني والشيخ حمود بن عبد الله التويجري صاحب الردود المعروفة والشيخ عبد العزيز الراشد المدرس في الحرم المكي والشيخ علي بن محمد الهندي المدرس في الحرم المكي والشيخ عبد العزيز بن عبد الله السبيل المدرس في معهد الحرم وأخيه الشيخ محمد إمام الحرم والشيخ سليمان الصنيع أمين مكتبه الحرم والشيخ عبد الرحمن المعلمي أمين مكتبة الحرم والشيخ عبد الله بن حميد والشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ عبد الله خياط والشيخ عبد الرحمن الشعلان والشيخ عبد الله بن صالح الخليفي المدرس في دار التوحيد بالطائف والشيخ عبد الله بن محمد الخليفي إمام الحرم وغيرهم من المشايخ ومما يجدر الإشارة أنه صدر أمر معالي الشيخ محمد بن علي الحركان وزير العدل بتعيين الشيخ محمد بن سليمان البسام رئيس لجنة تصحيح كتاب القناع عن متن الأقناع وشرح منتهى الإرادات وكتب المذهب وغيرها حيث صدر الأمر برقم 1800/أ  في 10/2/1392هـ  والشيخ عبد العزيز بن عبد الله السبيل نائب الرئيس وعضويه كل من الشيخ عبد الرحمن بن محمد المقوشي والشيخ محمد بن صالح العثيمين

وفي إقامته في مكة كان يبتعد عن الشيخ عبد الله الجاسر رئيس هيئة التمييز أن ذاك رحمه الله لما له من ثقة عند ولاة الأمر خوفا من أن يتم تعيينه قاضياً ومن زملاء التدريس الشيخ عبد الظاهر أبو السمح المتوفى 1370هـ  ‍رحمه الله والشيخ محمد عبد الرزاق حمزة المتوفى 1392هـ  ‍رحمه الله والشيخ عبد الحق الهاشمي المتوفى 1394 هـ  ‍رحمه الله والشيخ عبد العزيز الراشد المتوفى 1403هـ، والشيخ سليمان الحمدان المتوفى 1397هـ  رحمه الله والشيخ حسن مشاط المتوفى 1399هـ ‍رحمه الله وفي أثناء التدريس في المسجد الحرام طلب سماحة الشيخ عبد الله بن حميد المتوفى 1402هـ ‍رحمه الله عندما عين رئيس الإشراف الديني للمسجد الحرام والمسجد النبوي من شيخنا أن يدرس في معهد الحرم لكنه طلب الإعفاء زهداً منه في الدنيا وذلك عام 1388هـ ‍وبعدها توقف عن التدريس بسبب بعض الأمراض أوجبت له السفر للخارج 1395هـ حتى 1398هـ إلى بريطانيا من أجل العلاج وبعد العودة من الخارج جلس للتدريس من عام 1398 إلى 1400هـ بالحرم المكي الشريف ثم جلس للتدريس في أحدى المساجد القريبة من المنزل للتدريس به، وقد أذن له من قبل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في التدريس بموجب خطابه رقم 105/9/ و، في 10/9/1404هـ، وقد تجمع حوله طلاب كثيرون ولله الحمد وبعدها بفترة لم يستطع القيام بالتدريس في المسجد بسبب أمراضه وبعدها بفترة طلبوا من شيخنا التدريس في المنزل فوافق على ذلك وجعل الدرس في الصباح التوحيد والحديث والتفسير وبعد العصر الفقه والرحبية والنحو وكذلك كتب السيرة والتاريخ وقد استفدنا من علمه الغزير زاده الله على ذلك الأجر والثواب ولا يزال ولله الحمد نغرف من معينه العذب في كل العلوم كما أنه لا يمل من الاستفسارات والإفادة من سائل أو طالب علم أو عن طريق الهاتف فقد بذل نفسه من أجل الذين يستفتون ويجيب عليها دون كلل أو ملل وفي عام 1420هـ أصيب رحمه الله بجلطة خفيفة في الدماغ وبداء عليه الضعف بسبب  الأمراض المتوالية عليه فقد توقف عن التدريس كليا للأسباب نفسها عام 1423هـ ومن العام نفسه كان يصحح ما أمكن تصحيحه من مطالعة للكتب إلى قبل وفاته رحمه الله بشهرين وفي 5/12/1431هـ أصيب رحمه الله بجلطة في القلب ادخل على أثرها المستشفى وكان رحمه الله إلى أخر لحظة لم يغب عن وعيه يقرأ القرآن ومحافظاً على الصلوات وقد توفي رحمه الله يوم السبت ليلة الأحد الموافق 6-7 / 12/ 1431هـ وقد تم الصلاة عليه في الحرم المكي وقد أم المصلين الشيخ خالد الغامدي ودفن في مقبرة العدل الجديدة وقد حضر حشد كبير رغم الزحام رحمه الله وقد خلف عدد من الأولاد سبعة ذكور وهم عبد الله المتوفى 1360هـ وعبد الحميد وعبد المجيد الأول المتوفى 1372هـ وعبد المجيد الثاني المتوفى 17/12/1432هـ ومنصور الأول المتوفى 1379هـ وعبد الرحمن المتوفى 1382هـ ومنصور الثاني وثلاثة بنات .


تلاميذة :
أما تلاميذه الذين درسوا عليه فهم الآتي ذكرهم:

أولاً: تلاميذ شيخنا في عنيزة وهم:

 

1)        حمد محمد المرزوقي. قاضي المتوفي 1429هـ
2)        سليمان العبد الرحمن الدامغ مدرس
3)        عبد العزيز إبراهيم الغرير مدرس، توفي 1413هـ
4)        عبد العزيز العلي المساعد مدرس، توفي 1411هـ
5)        عبد الله محمد الصيخان مدرس، توفي 1401هـ
6)        علي محمد الزامل مدرس، توفي 1418هـ
7)        محمد الحمد العفيسان قاضي، توفي 1425هـ
8)        محمد الصالح العثيمين مدرس وعضو هيئة كبار العلماء، توفي 1421هـ
9)        محمد عبد الله الصغير قاضي الرس، توفي 1425هـ
10)      محمد العثمان القاضي أمين المكتبة الصالحية

 

ثانياً: تلاميذ شيخنا في الحرم وهم:

 

1)      سيف محمد ردمان
2)     صالح الحمد الزغيبي مدرس، توفي 1407هـ
3)     عبد الرحمن الحمد الفوزان رئيس ديوان المظالم في الشرقية، توفي 1413هـ
4)     عبد الله عبد العزيز العريني رئيس هيئة الأمر بالمعروف ثم مدير عام الفرع توفي 1421هـ
5)     عبدالله محمد الخليفي مدرس وإمام مسجد الشعب، توفي 1413هـ

 

وغيرهم.

 

ثالثاً: تلاميذه ما بين المسجد والمنـزل:

1)     إبراهيم سليمان المنيعي   مدرس
2)     إبراهيم عبد العزيز السديس مدرس في معهد الحرم وإمام مسجد إمام الدعوة
3)     أحمد بن رضا أبو زناده طبيب عام
4)      أحمد الشريف اليماني طالب علم من اليمن
5)      أحمد المندلاوي
6)      أحمد سعيد الوصابي
7)      أحمد عايض الصبحي رئيس مركز هيئة الأمر بالمعروف
8)      أحمد عبد الله المالكي
9)      أحمد مسلم الصاعدي عضو هيئة الأمر بالمعروف
10)     حسن محمد الحسامي إمام مسجد
11)     حسين الفردان من الكويت
12)     د. حسين بن جليعيب السعيدي من الكويت
13)     حسين بانافع
14)     خالد حلواني
15)     خالد بن مريزيق الحربي

16)     د/ ذياب بن سعد الغامدي

17)     زياد محمد صالح البسام محقق في هيئة التحقيق والادعاء العام
18)     سالم عيد الصواط  موظف في هيئة الأمر بالمعروف
19)     سعيد صالح الزهراني رئيس مركز هيئة الأمر بالمعروف
20)     سمير الليبي من ليبيا
21)     عوض بن شافي الحارثي
22)     شامي عبد الله العجيان محاضر بجامعة أم القرى إمام مسجد ابن منيع وهو من أخص تلاميذه
23)     عبد الرحمن حسن قائد
24)     عبد الرحمن حسين الموجان مدرس
25)     عبد الرحمن سالم باسلامة
26)     عبد الرحمن بن مهنا الجهني مدير عام فرع الرئاسة لهيئة الأمر بالمعروف بمنطقة مكة
27)     عبد الرزاق بخاري
28)     عبدالعزيز الغامدي
29)     عبد العزيز عبد الرحمن العقيل مدرس
30)      عبد العزيز بن عبد الرحمن الكلية قاضي في المحكمة العامة بمكة
31)     عبد العزيز محمد الحربي
32)     عبد الفتاح محمد مختار الشنقيطي مدرس
33)     عبد الله بن دخيل الله الحارثي مدرس
34)     عبد الله الشهري مدرس
35)     عبد الله بخاري
36)     عبد الله صالح النجيدي
37)     عبد الله بن عباس الظاهري طالب في الدراسات العليا بجامعة الإمام
38)     عبد الله محمد طاهر
39)     عبد الله عيد المالكي مدرس
40)     عبد الله محمد العامر محاضر وهو من أخص تلاميذه
41)     عبد الله محمد الوهابي القحطاني كاتب عدل مكة
42)     عبد الناصر بن خديش
43)     عصام أحمد سليم من ليبيا وهو داعية
44)     علي أحمد سعيد
45)     علي بن زيد الأحمدي من اليمن
46)     عوض شافي الحارثي موظف في وزارة المياه
47)     عويد السلمي
48)     فواز أحمد الشريف ضابط بوزارة الدفاع
49)     ماجد محمد المحمادي مهندس بوزارة الصناعة
50)     مجدي غبرة  موظف في هيئة الأمر بالمعروف
51)     محمد حامد الغامدي
52)     محمد قائد أحمد
53)     محمد بن محمد الحميري وهو من أخص تلاميذه إمام مسجد أبو بكر الصديق
54)     محمد محيي الدين موسى أسباني
55)     محمد مسعود الحربي
56)     محمد موسى الشريف محاضر في جامعة الملك عبد العزيز
57)     محمد المطيري
58)     منصور بن مبارك السفري مدرس
59)     د/ مصطفى فؤاد من مصر ومحاضر في جامعة أم القرى
60)     هاني أحمد عبد الشكور أستاذ مساعد في جامعة الملك عبد العزيز وإمام مسجد الحارثي
61)     هاني سالم الحارثي داعية ومحاضر في جامعة الإمام محمد بن سعود
62)     هيثم بن رضا أبو زنادة طالب في كلية الطب
63)     وليد خالد الشايجي من الكويت
64)     يوسف محمد الصبحي أمين مكتبة مكة

هذا هو الذي يحضرني من أسماء التلاميذ وله غيرهم من فرنسا وبريطانيا وأسبانيا وتركيا والمغرب، ولكن لا تحضرني أسماؤهم كما أرجو المعذرة من الذين لم أذكرهم أن يزودوني بأسمائهم ولهم الشكر الجزيل.

 

 

مؤلفاته:
أما بالنسبة لمؤلفات شيخنا فهي قليلة جداً وليست على قدر علمه الغزير ونذكر مؤلفاته كما يلي لأنه رحمه الله لا يرغب التأليف لأنه يرى التدريس أنفع لطلاب العلم:

 

العدد الكلي العدد الخاص  
1 3 رسائل في نقد الاشتراكية صدرت من دار الإفتاء قام بالإشراف والتصحيح كل من شيخنا والشيخ علي الحمد الصالحي رحمه الله طبعت عام 1381هـ.
2 1 كشف الستار عن تلفيق وتعليق النجار على تفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله، طبع عام 1411هـ.
3 1 النصائح الذهبية نصائح غالية وإرشادات سامية طبعت عام 1412هـ.
4 1 التعليق وكشف النقاب على نظم قواعد الإعراب لمؤلفه الشيخ عبد الرحمن السعدي مع ترجمة مفيدة للشيخ طبعت بتحقيقه عام 1412هـ ، وتم طبعه بزيادات في ترجمة الشيخ عبد الرحمن السعدي في طبعةٍ ثانية عام 1426هـ.
5 1 رسالة في الصلاة وبيان موضع تكبير الانتقال وغير ذلك طبعت عام 1413هـ وبها زيادة في آخر الرسالة في الطبعة الجديدة.
6 1 إرشاد ذوي الإفهام طبع عام 1425هـ .
7 1 الذخيرة في فضائل عشر رمضان الأخيرة في طور الطبع إن شاء الله، (وهي من أوائل مؤلفات شيخنا إذ انتهى منها سنة (1352) ثم أعاد نسخها في (1416هـ).
8 1 نيل المرام بتحقيق توضيح الأحكام طبع عام 1425هـ
9 1 فتوى في الثمار ضمن الفتاوى.
10 1 رد في مسألة الإنكار للتكبير الجماعي مخطوط نشر في مقال بمجلة الدعوة وستكون ضمن المقالات.
11 1 رد فيم يسمى جامع ديوان شيخ الإسلام ابن تيمية، نشر بمجلة الدعوة وستكون ضمن المقالات.
12 1 حاشية على الفوائد الشنشورية في شرح المنظومة الرحبية طبع عام 1422هـ ثم أعيد طبعه رغبة من جامعة أم القرى الطبعة الثانية 1433هـ.
13 1 ترتيب لفتح الباري لم يكمل مخطوط.
14 1 رسالة في الرد على محمد الصابوني القول الصارم للتحريف والمظالم.
15 1 حاشية على الروض المربع  شرح زاد المستقنع.
16 1 الإرشاد إلى إتمام بعض المناسك على هدي خير العباد طبع عام 1426هـ
17 1 خطب ودعاء ختم القرآن ضمن الفتاوى والمقالات.
18 1 التوضيح المبين لتوحيد الأنبياء والمرسلين للشيخ عبد الرحمن بن سعدي، تحقيق، طبع عام 1420هـ
19 1 التنبيهات اللطيفة للشيخ عبد الرحمن بن سعدي، تحقيق طُبِعَ عام 1424هـ
20 1 الدرة البهية شرح القصيدة التائية للشيخ عبد الرحمن بن سعدي، تحقيق، طبع عام 1422هـ
21 1 فوائد مستنبطة من قصة يوسف للشيخ عبد الرحمن بن سعدي، تحقيق، طبع عام 1426هـ .
22 1 ثلاث رسائل أجزاء سبع البدنة وآداب المعلمين والمتعلمين ونبذة مختصرة عن الإسلام، للشيخ عبد الرحمن بن سعدي، تحقيق، طبع عام 1426هـ.
23 1 التعليقات على عمدة الأحكام للشيخ عبد الرحمن السعدي
24

25

26

1

1

1

التعليقات على مختصر عمدة الأحكام للشيخ عبد الرحمن السعدي

تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن ابن سعدي تصحيح

القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن ابن سعدي تصحيح

27 1 الفتاوى وسوف تظهر جميع ما طبع أو تحت الطبع ضمن مجموعة الشيخ محمد البسام وبقية التحقيقات سوف تظهر في القريب العاجل إن شاء الله.
28 1 تعليقات على تحفة المشتاق في أخبار نجد والحجاز والعراق لجده عبد الله محمد البسام.
29 1 تصويبات نيل المآرب في شرح عمدة الطالب
30 1 وله رحمه الله حواشي وتعليقات على الكتب في جميع الفنون وسوف إن شاء الله تجمع في كتاب لتعم الفائدة للجميع ونطلب من الله العون والتوفيق على إخراجها إن شاء الله.

 

 

وله مقالات في الصحف وغيرها، إما تصحيحات للكتب العلمية تجده في أي فن من الفنون العلمية إما يعلق أو يصحح سواء كان خطأ مطبعياً أو أخطاء علمية يراها وهذا بخطه رحمه الله إلى قبل وفاته بشهرين ردود أو فتاوى وغير ذلك.
هذا ما تيسر من جهد المقل في حق شيخنا وإلا فمنا قبة شهيرة يعجز اللسان والقلم عن الوصف لهذا العالم الجليل، نسأل الله له الرحمة والمغفرة والعتق من النار إنه سميع مجيب وإني أرجو من القارئ العزيز المعذرة على تقصيري ومهما قلت فأنا لا أستطيع أن أوفيه حقه وإلا فحقه علينا كبير على ما قدم احسن الله له المثوبة إنه جواد كريم ومن أراد المزيد عليه بالتالي ذكرها وهي مختصرة :

1-       معجم الكتاب والمؤلفين (1/18).

2-       معجم المؤلفين، النادي الأدبي بالمدينة (1/96) رقم (55).

3-       دليل المتون العلمية، ص111.

4-       علماء نجد خلال ثمانية قرون (2/326 – 329).

5-       موسوعة أسبار للعلماء (3/1007).

6- صحيفتي المدينة 8/2/1418هـ، وعدد (12478) وعكاظ 26/3/1427هـ، و16/1/1422هـ عدد (12645).

7-       مجلة الحرس الوطني السنة 26 لعام 1425هـ، عدد (267).

8-       الأجوبة النافعة عن المسائل الواقعة، ص162.

هـــــــذا والله الحمد قد عمل موقع في ألنت باسم الوالد رحمه الله قبل وفاة بجهود بعض طلابه وسوف يتم العمل على تحديث الموقع أن شاء الله في جميع ما يستجد،

والله أسأل أن يجزيه خير الجزاء، وأن يغفر له بمنه وكرمه إنه جواد كريم، وصلى الله على خير خلقه

نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

كتبت هذه الترجمة في يوم10/10/1436هـ

[1] – صبيحة غير عبارة عشية كما تجد ذلك في مخطوطة النظم.

[2] – كان يتردد بين مكة وعنيزة في فصل الشتاء من عام 1367هـ إلى عام 1385هـ.

ملحق

                9

 

بسم الله الرحمن الرحيم من عنيزة في 27 الحجة سنة 1361 إلى الزبير

بسم الله الرحمن الرحيم من عنيزة في 27 الحجة سنة 1361 إلى الزبير

حضرة جناب الأخ المكرم الحاج سليمان بن العم عبد العزيز  المحمد البسام المحترم حفظه الله آمين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مع السؤال عنكم لازلتم بخير وسرور عنا من كرم الله بخير وعافية نفيدكم يسر الله لنا وصولنا الوطن بعد الحج في كمال الراحة ومن تمام نعمة الله علينا وتمام راحتنا في سفرنا صحبة الأولاد محمد السليمان([1] ) وإخوانه حمد السليمان([2] )  وعبد الرحمن العبد الله([3] ) وسواهم من أصحابنا الخصوصيين مضى السفر ولم نجد له أدنى مشقة من لطفهم وحسن عشرتهم أعاد الله الجميع لأمثال هذه المواسم الكريمة أعواماً عديدة وغنمنا وإياكم القبول والمغفرة بوصولنا وجدنا كتابكم لنا المؤرخ 15 القعدة تلوناه مسرورين بصحتكم مستبشرين بوجود كتابكم بعد انقطاعها عنا مدة طويلة جداً والمؤمن كرار رجاع([4] ) إلى الخير وإلى الوفا والأخلاق الجميلة وبحول الله أنكم من أهل ذلك تذكر أطال الله عمرك استعداد جنابكم لكل ما يلزم وإنك تحب فعلاً أننا نكلفكم ولو في بعض الأشياء فتعرف يبو محمد أنه إذا يبدي لنا أدنى لزوم ما نرفع ذلك عنكم ولا نعدكم إلا محل النفس لازلتم موفقين لكل خير وتعلم أننا ما نحتاج من يقول لنا من جهتكم شيء ثم أبدي لجنابك يبو محمد أن الولد محمد السليمان جداً قد سررنا بقربه واتصاله بنا واتصافه من فضل الله بكل خلق حميد وسعيه لكل فعل جميل واجتهاده من كرم الله في تحصيل العلوم النافعة رغبة ذاتية وحرصاً نفسياً وإدراكه من كرم الله ما سعى لأجله ما لم يدركه غيره فلقد حصل خيراً كثيراً من علم الفقه والفرائض والأصول الدينية والأصول الفقهية وفاق أقرانه في علم النحو والعربية والآن هو قد أتم حفظ ألفية ابن مالك حفظاً للفظها وفهماً لمعانيها وتطبيقاً لها على قراءة سائر العلوم العربية بحيث أننا نحكم من غير مبالغة أنه لا يمر به آية قرآنية أو حديث نبوي أو كلام عربي إلا ويعرف إعرابه ولا يلحن لحناً قليلاً ولا كثيراً في النطق به وقد بارك الله في وقته فحصل علماً كثيراً في وقت قصير وهو الآن من فضل الله مجد في تكميل ذلك نسأل الله لنا وله الإعانة وأن لا يكلنا وإياه إلى أنفسنا طرفة عين وأن يجعله مباركاً أينما كان محروساً في كل وقت وأوان وأما حفظه للقرآن فنحن والله لا نقاربه في الحفظ والضبط ثم إذا نظرنا إلى أخلاقه وسيرته وشيمه الحميدة حمدنا ربنا وسئلناه أن يتم عليه إحسانه وفي الحقيقة مهوب ولد لك([5] ) وحدك إنما هو من أعز أولادي وأخلص أحبابي شفقة ومودة مبنية على ما هو عليه من الصفات الكريمة هذا ما لزم مع ما يبدي لكم من اللازم منا السلام على الأخ([6] ) والجماعة كما منا الولد محمد وجميع الأصحاب والله يحفظكم والسلام.

                                              محبك

                                                            عبد الرحمن الناصر السعدي

 

[1] – كان عمر الوالد 27 سنة.

[2] – ابن عمه وابن خالته.

[3] – عبد الرحمن عبد الله أبا الخيل ابن بنت خالته كان وزير العمل والشؤون الاجتماعية.

[4] – تكرار المعنى كرار رجاع المعنى راجع

[5] – ليس ابنك وحدك إنما هو ابني.

[6] – أحمد العبد العزيز أخو صاحب الرسالة سليمان العبد العزيز.


10

 

الحمد لله وحده 1363هـ

أذكرت ربعاً من خليطك أقفرا
أم هاجك الغادون عنك عشية([1]  )
لزموا المواتر واغتدوا في سيرهم
فكأن ظهر البيد بطن صحيفة
رحلوا وما عاجوا عليّ فليتني([2] )
إن كان جسمي في الديار مخلفا
يا أيها الغادون كيف ظعنتمو
ما كان أقسى قلبكم لم ترحموا
كيف السلوّ عن الأحبة بعدما
ياسائرين إلى الحبيب سلمتمو
عودوا عليّ بدعوة مقبولة
يممتمو مولّى كريماً لم يزل
بشاركم وهنيئكم بمشاعر
ومواقف النفحات والبركات والـ
كم توبة مقبولة وعطية
وكم اغتدى عبد مسيء مسرف
وكم استقال المذنبون عثارهم
وكم استماح الطامعون لفضله
وكم استجاروا من أليم عقابه
لم تنظر الأبصار أعظم رحمة
من أجلها الشيطان يندب معولا
هناكمو المولى الكريم بما حبا

وأسلت دمعا ذا رذاذ قطرا
لما مشوا وتيمموا أم القرى
لله دمعي خلفهم يا ما جرى
ومسيرها فيه يحاكي الأسطرى
واها لحظي كيف كنت مؤخرا
فالقلب معهم حيث ساروا هجرا
وتركتمو مضنى الفؤاد مكدرا
صَبَّاً تعذر صبره فتحيرا
جَدَّ الرحيل وجِدُّ عزمك ما سرى
وغنمتمو وأصبتمو حسن القِرى
عَلَّ الكريمَ يغيث قلب مقفرا
إحسانه متواليا متكررا
أنوارها وبهاؤها لن ينكرا
ـخير الجزيل فما أجمل وأغزرا
موفورة الأقسام من رب الورى
بحلى الكرامة تائباً مستغفرا
فأقال عبداً بالذنوب تعثرا
فأنا لهم خيرا جزيلا مكثَرَا
ليقيهم الشر العظيم ويغفرا
حلت على وفد الكريم وأكثرا
خزيان من محو الخَطَا متحسرا
وأعادكم لرحابه الغر الذرى

[1] – صبيحة.

[2] – خبر ليت محذوف يدل عليه سياق.

عندما عزمت على الحج سنة ألف وثلاثمائة وثلاث وستين وحينما أردنا السفر جئت إلى شيخنا عبد الرحمن بن ناصر السعدي لأُوَدِّعَه فناولني ظرفاً مختوماً وقد كتب اسمي عليه وقال لا تقرأه إلا بعد مسيركم فامتثلت أمره ولما سافرنا فتحته وجدت فيه هذه الأبيات من قوله فتأثرت منها ووددت أني لم أسافر إلا ونحن جميعاً ونأمل أن يحقق الله ذلك، لما لسمته من محبته وشفقته أمتعنا الله بحياته ونفعنا بعلومه وجزاه الله عنا أفضل الجزاء.

كتبه الفقير إلى مولاه

محمد السليمان البسام

احصائيات الموقع

  • 444
  • 121
  • 9٬780
  • 9٬403٬197
  • 573٬408
  • 4
  • 2016-02-04
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد سليمان البسام رحمه الله تعالى